اخبار عامة واعلانات وظائف ومواضيع متنوعة

اخرالاخبار والوظائف

Your Ad Spot

الأربعاء، 19 يناير 2022

فظيعٌ جهلُ ما يجري :::::::::: وأفظعُ منه أن تدري ///وهل تدرينَ يا صنعا :::::::::: من المُستعمرِ السِّرِّي؟!

 


فظيعٌ جهلُ ما يجري

وأفظعُ منه أنْ تدري
وهل تدرينَ يا صنعا
من المُستعمرِ السِّرِّي
غُزاةٌ لا أشاهدهم
وسيفُ الغزو في صَدري
فقد يأتون تبغاً في
سجائر لونُها يُغري
وفي صدقاتِ وحشيٍ
يُؤنسِن وجهَهُ الصَّخري
وفي أهدابِ أُنثى في
مناديلِ الهوى القهري
وفي سروالِ أستاذٍ
وتحت عِمامةِ المُقري
وفي أقراصِ منع الحمل
وفي أنبوبةِ الحِبرِ
وفي حريةِ الغثَيان
وفي عبَثية العُمْرِ
وفي عَود احتلالِ الأمس
في تشكيلهِ العَصري
وفي قنينة الويسكي
وفي قارورةِ العِطرِ
ويستَخْفُونَ في جلدي
وينْسَلُّون من شِعري
وفوق وجوهِهم وجهي
وتحتَ خيولِهم ظهري
غزاةُ اليوم كالطاعونِ
يُخفى وهو يستشري
يُحجِّرُ مولد الآتي
يوشِّي الحاضر المُزري
فظيعٌ جهلُ ما يجري
وأفظعُ منه أن تدري
#الشاعر عبدالله_البردوني
من قصيدة: #الغزو_من_الداخل
&&&&&&
سلسل الشاعر هذا النغم الحزين وهو على سرير المستشفى، يتأرجح بين نهاية الألم القوي، وبداية الصحة الضعيفة!! وكانت في نفسه خواطر تضطرب اضطراب الموج، وفي خواطرهِ قلقٌ يتململ تملمُلِ الأسد الجريح، وفي صدره خفقات تجيش كما يجيش الحميم المكظوم، وكان الليل وراء النافذة صامتاً كأنه قتيل، فلملم الشاعر هذه الأفكار من حواشي الليل الطريح بين ذراعي الأرض الهامدة!
هكذا تألم الشاعر، وهكذا ترجم ألمه ومن لم يتألم فليس بشاعر، ومن لم يفصح عن ألمه فليس بموهوب، ومن لم ينشر ما أفصح عنه فليس بشجاع!.
يا حياتي ويا حياتي إلى كم
أحتسي من يديك صاباً وعلقم
وإلى كم أموت فيك وأحيا
أين منّي القضا الأخير المحتّم
أسلميني إلى الممات فإنّي
أجد الموت منكِ أحنى وأرحم
وإذا العيش كان ذلّا وتعذيباً
فإنّ الممات أنجى وأعصم
***
ما حياتي إلاّ طريق من الأشواك
أمشي بها على الجرح والدم
وكأنّي أدوس قلبي على النار
وأمضي على الأنين المضرّم
لم أفت مأتماً من العمر إلاّ
وألاقي من بعده ألف مأتم
وحياة الشّقا على الشاعر الحسّاس
أدهى من الجحيم وأدهم
***
وأنا شاعر وما الشعر إلاّ
خفقاتي تذوب شجواً منغّم
شاعر صان دمعه فتغنّى
بلغات الدموع شعراً متيّم
علّمته الطيور أحزانها البكما
فغنّى مع الطيور ورنّم
***
إيه يا شاعر الحياة وماذا
نلت منها إلاّ الرجاء المعشّم
أنت باك تحنو على كلّ باك
أنت قلب على القلوب مقسّم
قد قرأت الحياة درساً فدرساً
وتجّليت كلّ سرّ مكتّم
فرأيت الحياة لم تصف إلاّ
لعبيد الحطام والذلّ والدم
طيبها للئام لا الملهم الشادي
وهيهات أن تطيب لملهم
***
أيّهـٰذي الحياة ما أنت إلاّ
أمل في جوانح اليأس مبهم
غرّة تضحك العبوس وتبكي
فرحاً هانئاً وتشقي منعّم
***
يا حياتي وما حياتي وما معنى
وجودي فيها لأشقى وأظلم
ربّ رحماك فالمتاه طويل
والدجى في الطريق حيران أبكم
قد أتيت الحياة بالرغم منّي
وسأمضي عنها إلى القبر مرغم
أنا فيها مسافرٌ زادي الأحلام
والشعر والخيال المُجسّم
وشرابي وهمّي، وآهي أغاريدي
ونوري عمى الظلام المطلسم
ليس لي من غضارةِ النورِ لحظٌ
لا ولا في يدي سوى الظُفر دِرهم
ليت شعري مالي إذا رُمت شيئاً
حال بيني وبينه القفر واليم
لم أجد ما أريد حتّى الخطايا
أحرام عليّ حتّى جهنّم
كلُّ شيءٍ أرومهُ لم أنلهُ
ليتني لم أرِد ولا كُنت أفهم
أنا أحيا مع الحياة ولكن
عمري ميّت الأماني مُحطّم
ليتني – والحياة غُرمٌ وغُنمٌ –
نلت من صفوها على العمر مغنم
#البردوني
من قصيدة "مع الحياة"
ديوان من أرض بلقيس
#عبدالله_البردوني #بردونيات #البردوني٢١


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ارسلوا آرائكم وتعليقاتكم نود ان نستمع اليكم