جفاف نهري دجلة والفرات في العراق يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل العراق البيئي والاقتصادي
يُعد نهرا دجلة والفرات شريانَي الحياة في العراق منذ آلاف السنين، فهما أساس الزراعة والاستقرار والازدهار الحضاري منذ العصور السومرية وحتى اليوم. إلا أن السنوات الأخيرة شهدت تراجعًا حادًا في منسوب مياههما، ما أثار مخاوف كبيرة من كارثة بيئية واقتصادية تهدد مستقبل البلاد.
أسباب الجفاف
تعود أسباب جفاف دجلة والفرات إلى مجموعة من العوامل المتداخلة، أبرزها:
-
بناء السدود في تركيا وسوريا، مثل سد “إليسو” التركي، الذي قلّل من كمية المياه المتدفقة إلى العراق.
-
التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة، مما أدى إلى زيادة التبخر ونقص معدلات الأمطار.
-
سوء إدارة الموارد المائية داخل العراق، وضعف البنية التحتية لشبكات الري.
-
الزراعة غير المستدامة التي تستهلك كميات ضخمة من المياه دون كفاءة.
الآثار المترتبة
أدى الجفاف إلى انخفاض إنتاج المحاصيل الزراعية، وهجرة المزارعين من الريف إلى المدن، وتفاقم نقص المياه الصالحة للشرب في عدد من المحافظات الجنوبية. كما تأثرت الثروة الحيوانية والسمكية، وبدأت بعض المناطق تشهد تصحّرًا متزايدًا يهدد التنوع البيئي.
الحلول المقترحة
لمواجهة هذه الأزمة، تحتاج الحكومة العراقية إلى:
-
تفعيل الدبلوماسية المائية مع دول المنبع لضمان حصة عادلة من المياه.
-
تحديث أنظمة الري واستخدام تقنيات الزراعة الحديثة لتقليل الهدر.
-
توعية المواطنين بأهمية ترشيد استهلاك المياه.
-
إطلاق مشاريع تحلية ومعالجة مياه الصرف الزراعي للاستفادة منها مجددًا.
خاتمة
إن استمرار جفاف دجلة والفرات يشكل خطرًا حقيقيًا على مستقبل العراق البيئي والاقتصادي. الحفاظ على هذين النهرين مسؤولية وطنية وإقليمية مشتركة، فبدونهما قد يفقد العراق جزءًا من هويته وتاريخه الذي وُلد على ضفاف الماء.
-------------------
.jpg)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ارسلوا آرائكم وتعليقاتكم نود ان نستمع اليكم .ان ذلك يساعدنا بتطوير المدونة